يعتبر الماتادور (مصارعو الثيران) كما يلقب المنتخب الاسباني أو كما يطلق عليه أيضاً (لاروخا ) أو (الكتيبة الحمراء)، من أكثر المنتخبات الأوربية مشاركة في نهائيات كأس العالم، وكان دوماً خصماً قوياً لأي من المنتخبات المنافسة، حيث تمتلك اسبانيا مواهب كبيرة مرت على هذا المنتخب وصنعت له المجد والبطولات، وتعتبر بداية العقد المنصرم من أنجح الفترات المنتخب الاسباني، حيث كان المنتخب الصلب والذي يمتلك مجموعة من المواهب المتميزة والتي تستطيع تحقيق أي بطولة.
إلا أن توهج المنتخب الاسباني تراجع مع نهاية العقد الماضي، وعلى الرغم من ظهور المنتخب الاسباني في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 وبطولة أمم أوروبا 2020 بصورة جيدة خلال العام الماضي ، إلا أن مدرب المنتخب الاسباني لويس أنريكي صرّح مؤخراً بأن المنتخب الاسباني غير مرشح لنيل كأس العالم 2022 معتبراً المنتخب الأرجنتيني أولاً ومن ثم البرازيلي الأقرب لنيل اللقب، فهل هذا التصريح نابع من حقيقة وواقع المنتخب الاسباني أم أن انريكي أراد تخفيف الضغوط عن عناصره في المنتخب؟؟
تاريخ المنتخب الاسباني وانجازاته:
تم تشكيل المنتخب الإسباني عام 1920 م، وكانت مباراته الأولى أمام المنتخب الدنماركي ضمن الألعاب الأولمبية، حيث انتصر خلالها المنتخب الإسباني بواقع 1-0.
يعتبر من المنتخبات الأوروبية الأكثر مشاركة في نهائيات كأس العالم من خلال 15 مشاركة، في حين تغيبت عن 6 مشاركات في نهائيات كأس العالم في أعوام 1930-1938-1954-1958-1970-1974.
وقد استضافت اسبانيا نهائيات كأس العالم لمرة واحدة في عام 1982 وقد خرجت حينها من دور المجموعات، وتعتبر بداية العقد المنصرم الفترة الذهبية للمنتخب الإسباني، حيث استطاع تحقيق اللقب الوحيد في خزائنه لكأس العالم عام 2010 في جنوب افريقيا، بمباراة نهائية جمعته بالمنتخب الهولندي، حيث استطاع اندرييس انيستا تسجيل هدف الفوز في الشوط الثاني الإضافي بعد نهاية اللقاء بالتعادل السلبي.
في حين لم يحالفها الحظ وحلت على المنتخب الإسباني لعن حامل اللقب ليخرج من دور المجموعات في نسخة كأس العالم 2014 المقامة في البرازيل. وقد استطاع المنتخب الإسباني الوصول إلى المباراة النهائية في كأس العالم في مرة واحدة فقط حقق خلالها اللقب، في حين حقق المركز الرابع عام 1950، وقد وصل إلى الدور ربع النهائي في أربع نسخ من كأس العالم 1934-1986-1994-2002.
في حين وصل المنتخب الإسباني إلى دوري 16 في 3 نسخ من كأس العالم 1990-2006-2018، أما في بقية مشاركاته فكان يخرج من دور المجموعات.
أما على المستوى القاري فقد تأهل المنتخب الإسباني إلى بطولة أمم أوروبا في 10 مناسبات من أصل 14 نسخة، واستطاع خلال هذه المشاركات تحقيق اللقب القاري في 3 مناسبات أعوام 1964-2008-2012، في حين حل وصيفاً عام 1984.
ولم يحقق كأس القارات في أي مناسبة من المناسبتين التي تأهل فيهما إلى البطولة حيث حل وصيفاً خلف البرازيل في عام 2013، وفي المركز الثالث في عام 2009.
يعتبر الحارس إيكر كاسيس أكثر اللاعبين الإسبان مشاركة مع فريقه بواقع 167 مباراة يلي سيرخيو راموس ب 158 مباراة، في حين يبقى دافيد فيا الأكثر تهديفاً للمنتخب الإسباني ب 59 هدفاً في 98، يليه راؤول غونزالس 44 هدفاً في 102 مباراة.
اقرأ أيضاً: مفاجأة كأس العالم 2022- البرازيل خارج المونديال وميسي إلى الدور نصف نهائي
مشوار المنتخب الإسباني في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022:
حل المنتخب الإسباني في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 في المجموعة الثانية إلى جانب كل السويد واليونان وجورجيا وكوسوفو، استطاع خلالها المنتخب الإسباني تصدر المجموعة بواقع 19 نقطة من 8 مباريات ليتأهل مباشرة إلى نهائيات كأس العالم 2022 في قطر، حيث حقق المنتخب الإسباني 6 انتصارات وتعادل وخسارة وحيدة خلال مشوار التصفيات، كما استطاع تسجيل 15 هدفاً في حين تلقت شباكه 5 أهداف.
وقد أظهر تعادل المنتخب الاسباني مع اليونان على أرضه في أوائل مارس/آذار وحاجته إلى وقت إضافي للفوز بنتيجة 2-1 في جورجيا أن هذه التصفيات لن تكون سهلة للفريق، لكن الخسارة 2-1 أمام السويد في 2 سبتمبر/أيلول شكّلت نقطة تحول. فمنذ ذلك الحين، حقق “لاروخا” أربعة انتصارات متتالية أدت في النهاية إلى تأهل إسبانيا، لكنها أظهرت كذلك مشكلات واضحة سيتعين على المنتخب حلها بحلول موعد كأس العالم.
مجموعة المنتخب الإسباني في كأس العالم 2022 في قطر:
أوقعت قرعة كأس العالم 2022 في قطر المنتخب الإسباني في المجموعة الخامسة إلى جانب كل من كوستريكا وألمانيا واليابان.
ولا تبدو مهمة المنتخب الإسباني سهلة بوجود كل من المنتخب الألماني بطل العالم لأربع مرات والمدجج بالنجوم، وكذلك المنتخب الياباني المتطور، وكذلك منتخب كوستريكا والذي أظهر روح انتصارية عالية وخاصة في الملحق المؤهل لكأس العالم.
وتضم قائمة المنتخب الإسباني المداعاة للمشاركة في كأس العالم 2022 حتى الآن:
حراسة المرمى: دي خيا، سانشيز، أوناي سيمون
الدفاع: أزبيليكويتا، كارفخال، إريك جارسيا، باو توريس، لابورت، إينيغو مارتينيز، لويس جايا، ألابا.
الوسط: جافي، بوسكيتس، سولير، كوكي، ميرينو، رودريجو، سارابيا، ابراهيم دياز، يريمي.
الهجوم: رودريغو مورينو، داني أولمو، فورناليس، موراتا، انسو فاتي.
حيث نلاحظ اعتماد المدرب الإسباني على عنصر الشباب في عديد المواقع والخطوط، ومن جهة أخرى وبملاحظة تصفيات كأس العالم، فقد لعبت إسبانيا بطولتين رئيسيتين في عام 2021، وهي كأس الأمم الأوروبية 2020 ودوري الأمم الأوروبية، حيث وصلت إلى الدور نصف النهائي في البطولة الأولى والنهائي في البطولة الثانية، وقدّم المنتخب ما يليق به.
الأمر الذي يدعو مناصري المنتخب الإسباني إلى التفاؤل بظهور منتخبهم بصورة جيدة وربما الذهاب بعيداً في المنافسة على لقب كأس العالم، الأمر الذي يقودنا إلى بداية حديثنا، ذلك أن لويس أنريكي وإن كان يشير إلى أن المنتخب الإسباني إنما هو نواة لمنتخب قوي في المستقبل بعد نضوج اللاعبين الشباب واكتسابهم الخبرة التي قد تنقصهم في المباريات الكبيرة، إلا أنه في الوقت نفسه نجد أن تصريحه المشار إليه ينطوي على بعض من الحقيقة، ذلك أن الجزء الأكبر من هذا التصريح هو تخفيف الضغط على اللاعبين وليس إيمانه بعدم قدرتهم على تحقيق اللقب الأغلى وهو كأس العالم.
