عند الحديث عن المرشحين لنيل بطولة كأس العالم يبدأ المتابعون والمحللون الرياضيون بدراسة كل منتخب، ويختلفون فيما بينهم أي المنتخبات تستحق أن تكون مرشحة لنيل بطولة كأس العالم، إلا أنهم يتفقون جميعاً على وضع المنتخب البرازيلي كمرشح دائم لنيل بطولة كأس العالم، وكما جرت العادة في كل النسخ السابقة من بطولة كأس العالم والتي لم تغب البرازيل عن أي منها فإن المنتخب البرازيلي في نسخة كأس العالم 2022 في قطر من أبرز المرشحين لحصد البطولة.
فما هو مشوار منتخب البرازيل في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022، وما هي نقاط القوة التي تجعله أبرز المرشحين في نسخة كأس العالم 2022 في قطر لنيل البطولة؟
مشوار التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022 للمنتخب البرازيلي:
تضم التصفيات المؤهلة لكأس العالم في أمريكا الجنوبية عشرة منتخبات وتُلعب بنظام الذهاب والإياب، حيث بدأت هذه التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 في قطر بتاريخ 8/10/2020 حيث لُعب خلالها 89 مباراة، وسُجل خلالها 223 هدف، حيث كان نصيب هداف هذه التصفيات اللاعب مارسيلو مارتنيز مورينو لاعب منتخب بوليفيا عشرة أهداف والتي تمثل حوالي نصف أهداف المنتخب البوليفي في التصفيات والبالغة 23 هدفاً، والذي حل في المرتبة التاسعة من التصفيات وبالتالي لم تتأهل بوليفيا لنهائيات كأس العالم 2022.
لعب المنتخب البرازيلي 17 مباراة وذلك بعد إلغاء مباراة البرازيل والأرجنتين بعد تدخل السلطات الطبية، حيث تم تأجيل المباراة إلى 21/10/2022 أي قبل شهرين من انطلاق نهائيات كأس العالم، إلا أن نتيجة هذه المباراة لن تؤثر على ترتيب المنتخبات أو تلك التي تأهلت إلى النهائيات.
حقق المنتخب البرازيلي خلال مشواره في التصفيات 45 نقطة بصدارة الترتيب ودون أي خسارة، حيث حقق 14 فوزاً، و3 تعادلات، وسجل خلالها 40 هدفاً، كان نيمار هداف المنتخب في هذه التصفيات بواقع 8 أهداف منها 4 أهداف من علامة الجزاء، في حين لم يتلقى المنتخب البرازيلي خلال مشواره في التصفيات سوى 5 أهداف.
لم يعاني المنتخب البرازيلي خلال التصفيات من أي صعوبات في احتلال الصدارة والتأهل لنهائيات كأس العالم 2022، حيث يبدو أن رفاق نيمار وفينسيوس ورافينا قد جهزوا أنفسهم لهذه النهائيات بشكل جيد.
وقد تأهل مباشرة من هذه التصفيات 4 منتخبات وهي البرازيل والأرجنتين والأرغواي والأكوادور، في حين ذهبت البيرو إلى الملحق، حيث خسرت هذا الملحق أمام أستراليا التي كانت قد تخطت منتخب الإمارات العربية المتحدة في ملحق أسيا.
نقاط القوة للمنتخب البرازيلي:
على الرغم من غياب السحر الكروي بشكل طاغي على نسخة منتخب البرازيل الحالية، فلا وجود لأساطير البرازيل سحرة كرة القدم كما يُطلق عليهم أمثال بيليه وبيبيتو ورماريو وريفالدو ورونالدو ورونالدينيو وكاكا وغيرهم من أساطير البرازيلي، إلا أن تيتي مدرب البرازيل يمتلك مجموعة من اللاعبين المتمرسين والملتزمين بأداء واجباتهم داخل المستطيل الأخضر، كما أنه يمتلك عناصر الخبرة من جهة والدماء الشابة من جهة أخرى، والأهم من كل ذلك هو امتلاكه لعناصر تلعب في أفضل الأندية في العالم الأمر الذي يجعل منهم قادرين على التأقلم مع مختلف التكتيكات والخطط التي قد يضعها المدرب وأن يلتزموا بالرسم التكتيكي بكل دقة.
ففي مركز الحراسة يمتلك المنتخب البرازيلي حراس من الطراز العالي، حيث يتواجد أليسون حارس فريق ليفربول، وكذلك الحارس إيدرسون حارس فريق مانشستر ستي بطل الدوري الإنكليزي.
أما في خط الدفاع، نستطيع القول بأن التصفيات المؤهلة وعدم تلقي المنتخب البرازيلي سوى لخمسة أهداف يظهر مدى قوة هذا الخط، والذي يضم لاعبين كبار ذوي خبرة أمثال تياغو سيلفا المخضرم وداني ألفيس وميلتاو إلى جانب دانيلو وأرانا وماركينيوس قائد باريس سان جرمان وقلب دفاع المنتخب البرازيلي.
وفي خط الوسط يمتلك تيتي عناصر تساعده في وضع أي رسم تكتيكي وفقاً لظروف كل مباراة حيث يضم هذا الخط كل من: كاسيميرو، فابينهو، فريد، آرثر، برونو جيماريش، لوكاس باكيتا، كوتينيو.
في حين نرى أن خط الهجوم للمنتخب البرازيلي والقدرة التهديفية للمنتخب بشكل عام عالية جداً، حيث استطاعت البرازيل تسجيل 40 هدف خلال التصفيات كأكثر منتخب تسجيلاً للأهداف في التصفيات تليه الأرجنتين والأكوادور بواقع 27 هدف.
ويضم خط هجوم المنتخب البرازيلي مهاجمين من طراز رفيع ذوي مهارات كبيرة وأصحاب عدد كبير من الأهداف في الدوريات الأوروبية التي يلعبون بها من أمثال نيمار لاعب باريس سان جرمان، ريتشارليسون، رافينيا المنتقل حديثاً للبرشا، أنتوني، رودريجو لاعب ريال مدريد، فينيسيوس جونيور لاعب ريال مدريد، جابريل مارتينيلي.
وبالتالي فإن المنتخب البرازيلي المدجج بالنجوم ذوي الخبرة والشباب المهاريين وذوي التأثير الكبير في أرض الملعب يمتلكون من نقاط القوة ما يسمح لهم بأن يكونوا من المرشحي الأبرز لنيل اللقب.
كيف سيكون مشوار المنتخب البرازيلي في كأس العالم 2022 في قطر:
جاءت البرازيل في المجموعة السابعة في كأس العالم، حيث بدت هذه المجموعة مألوفة للمنتخب البرازيلي نوعاً ما، ذلك أن قرعة كأس العالم 2018 أيضاً أوقعت كل من صربيا وسويسرا ضمن مجموعة البرازيل أيضاً أما الكاميرون الطرف الرابع في المجموعة فقد تواجه مع المنتخب البرازيلي في نسخة عام 2014.
وستواجه البرازيل صربيا للمرة السادسة في نهائيات كأس العالم، وذلك على اعتبار أن الاتحاد يحمل تاريخ يوغوسلافيا في مسابقات الفيفا، وتعدّ السويد الخصم الأكثر مواجهة للبرازيل برصيد سبع مواجهات في تاريخ المسابقة.
وفي المباراة الأخيرة عام 2018، فاز المنتخب البرازيلي (2-0) على نظيره الصربي بفضل هدفي باولينيو وتياجو سيلفا.
ولم تستطيع صربيا أو يوغسلافيا سابقاً الانتصار على منتخب السليساو سابقاً في كأس العالم سوى مرة واحدة عام 1930، حين فازت يوغسلافيا بنتيجة 2-1.
من جهتها، ستواجه سويسرا المنتخب البرازيلي للمرة الثالثة في تاريخ كأس العالم، ففي عام 2018، كان المنتخب السويسري من أصعب المنافسين الذين وقفوا في طريق البرازيل وقت انتهت المباراة بالتعادل الإيجابي.
وتعود أول مواجهة بين المنتخبين في كأس العالم إلى عام 1950، حيث انتهت المباراة بالتعادل (2-2). وبالتالي، فإن المواجهة بين البرازيل وسويسرا لم تشهد حتى الآن أي فائز في تاريخ النهائيات العالمية.
أما الكاميرون فهو خصم لا يعيد للبرازيل سوى الذكريات الجميلة. فقد تغلب المنتخب البرازيلي على منخب الأسود (3-0) عام 1994 في طريقه نحو معانقة النجمة الرابعة، وفي عام 2014، استطاع رفاق نيمار الانتصار بنتيجة 4-1.
وعليه نستطيع القول بأن المباراة الأصعب للمنتخب البرازيلي خلال دور المجموعات هي مباراة سويسرا والتي ستكون المباراة الثانية للمنتخب البرازيلي في هذا الدور، وفي حال الانتصار أو التعادل وعدم حصول مفاجآت في المباراتين الأخريين ستكون البرازيل متصدرة لهذه المجموعة.
اقرأ أيضا: المنتخب البلجيكي نجوم بلا لقب بانتظار كأس العالم 2022
وفي حال تصدر المجموعة فإن البرازيل سيقابل وصيف المجموعة الثامنة والتي تضم كل من البرتغال وغانا والأورغواي وكرويا الجنوبية، وهي مجموعة يصعب التكهن بالمتصدر والوصيف فيها، إلا أن واقع الحال يقول بأن غانا وكوريا الجنوبية ليسا بمنافسين للبرازيل في حال حصول أحدهما على وصافة المجموعة الثامنة أما الأورغواي فقد تقابلت مع البرازيل في التصفيات المؤهلة للنهائيات وقد انتصرت البرازيل بواقع 4-1، أا في حال حصول البرتغال على وصافة المجموعة فستكون منافس قوي للبرازيل، إلا أن ذلك في المحصلة نهاية حلم كرستيانو رونالدو مع منتخبه البرتغال، لأن البرازيل هي المنتخب الأقوى على الورق.
أما في دور الربع نهائي ستقابل المنصر من متصدر المجموعة الخامسة والذي يمكن أن يكون اسبانيا أو ألمانيا مع وصيف المجموعة الخامسة والذي يمكن أن يكون بلجيكا أو كرواتيا، وبالتالي بالنظر لهذه المنتخبات نستطيع القول بأن كلاً من بلجيكا وألمانيا قد تشكل خطورة على مشوار المنتخب البرازيلي في كأس العالم.
إلا أن تصدر بلجيكا للمجموعة السادسة سيعفيها من مواجهة المتصدر من المجموعة الخامسة والتي تضم ألمانيا واسبانيا، ومن ثم من مواجهة البرازيل لاحقاً، وعليه فإن بلجيكا ستسعى جاهدة لتصدر مجموعتها وتفادي مواجهة البرازيل في الدور الربع نهائي وعليها مواجهة ألمانيا أو اسبانيا بدرجة أكبر في حال كانت وصيف المجموعة الخامسة.
وعليه فإن مواجهة ألمانيا والبرازيل في الربع نهائي يبقى احتمال كبير، وفي حال انتصار البرازيل فإنها ستنتقل إلى الدور النصف نهائي
في النصف نهائي ربما تكون المباراة الأكبر للبرازيل التي قد تواجه الأرجنتين في حال تصدر الأرجنتين لمجموعتها الثالثة والتي تضم كل من المكسيك والسعودية وبولندا، فهل ينهي رفاق ميسي مسيرة البرازيل في كأس العالم، أم أن البرازيل هي التي ستنهي على حلم ميسي في الفرصة الأخيرة له للحصول على اللقب الأغلى؟؟
وفي حال فوز البرازيل في النصف نهائي فإن المنتخب الأكثر حظاً لمقابلته بتتبع النتائج هو فرنسا وبدرجة أقل اسبانيا.
فهل يحقق البرازيل لقب البطولة مع مشواره الذي يبدو بأنه سيواجه خلاله منتخبات قوية وخاصة في الأدوار الإقصائية علينا أن ننتظر حلول نهاية العام تقريباً لمعرفة ذلك، ويبقى المنتخب البرازيلي هو مرشح قوي لحصد اللقب أياً كانت المنتخبات التي سيواجهها.