موجات الدماغ وارتباطها مع التأمل |
إن دائرة موجات الدماغ هي وليدة الطاقة والتأمل، لما لها من دور أساسي ومهم في ضبط محور الهدوء، وانبعاث المشاعر ، وردود الفعل المختلفة . ولأننا بناة تلك الموجات فمشاعرنا وحياتنا تتشكل بناءً عليها .
في مساحة وعي سنضيف إليكم شعاعاً لتسليط الضوء على أنواع تلك الموجات وكيف يمكنكم اتخاذها كوسيلة لانبعاث الطاقة الإيجابية . وكيف يمكن لتلك الموجات أن نكون رهن إشارتها ، وارتباطها بانبعاث التأمل والاسترخاء .
جبلت طبيعتنا البشرية على العديد من المشاعر المختلفة قد تتشابه الظروف التي يمر بها الأشخاص إلا أن المشاعر تبقى مختلفة ، فما تشعر به أنت ليس شرطاً أن يشعر به غيرك ، وهذا ما يضعنا في دائرة التميز والاختلاف . إن الاختلاف لا ينحصر على اختلاف الأشخاص بل على اختلاف المراحل التي يمر بها كل فرد ، فما كنت تشعر به في مرحلة الطفولة يختلف تماماُ عن مرحلة البلوغ، لا سيما أن الطريقة التي تنظر أو تتكلم بها حتماُ تختلف من مرحلة لأخرى ، وهذا نتيجة لموجات الدماغ التي يتبناها كل منا .
موجات دلتا
يعد من أبطأ أنواع موجات الدماغ ، حيث يمتلك تردد منخفض جدا، يبدأ من 0.5-3 هرتز. تكمن آلية عمل تلك الموجات أثناء فترة النوم وأداء أنشطة مركزية العقل مثل التأمل. تشير الاعتقادات بأن هذه الموجات تلعب دور مهم في عملية الشفاء وتحسين نوعية النوم لدى الأشخاص .
موجات ثيتا
ترتبط موجات ثيتا ارتباط وثيق بقدرة الذاكرة على الإبداع والرفاهية النفسية .إذ تتراوح بين تردد 3-8 هرتز كما إنها تحدث في فترة النوم أو في فترة تركيز العقل .
تعمل موجات ثيتا عندما يقوم الشخص بتكرار عمل مهام تلقائية ، مثلاً عند الاستحمام أو عند تناول الطعام أو تنظيف الأسنان .
موجات ألفا
أحد أول الموجات التي تم اكتشافها من موجات الدماغ ، تظهر موجات ألفا عندما يكون الجسم غير متيقظ بمعنى آخر عندما يكون الجسم في حالة من التأمل أو في حالة من أحلام اليقظة ، أو عندما يقوم الجسم بممارسة بعض الأنشطة المتكررة ضمن حيز الروتين . يتراوح نطاق موجات ألفا ما يقارب ن 8-12 هرتز.
موجات بيتا
تعمل تلك الموجات في حالة اليقظة أي عندما تكون واعي تماماً فهي تتطلب شدة التركيز ، يتراوح نشاط موجات بيتا بين 12-30 هرتز .
موجات غاما
تتطلب موجات غاما مستويات أكبر من الوعي والتركيز ، تحدث تلك الموجات عندما يقوم الدماغ بمسج المعلومات في ذات الوقت في ” آن واحد ” . يتراوح مظاق نشاط موجات غاما بين 25 – 100 هرتز ، وتعد سريعة نسبياً مقارنة مع غيرها من الموجات .
إن أنماط الموجات السابقة هي من تحدد حالة الشخص ، الحالة النفسية تحديداً . وذلك نتيجةً لأن الدماغ يعمل على توليد الموجات حسب حاجته . هناك تعدد كبير في أساليب العلاج بتلك الموجات والتي كشفها لنا الطب القديم والحديث ، وذلك من خلال العلاج بالموجات الدماغية . إليك أساليب العلاج بالموجات الدماغية :
- الموجات الدماغية باستخدام تكنولوجيا الصوت
- الموجات الدماغية باستخدام ومضات من الضوء .
الموجات الدماغية باستخدام تكنولوجيا الصوت
تساعد آلية العلاج باستخدام تكنولوجيا الصوت على تحفيز الهرمونات التي لها دور في التأثير على المزاج ، بحيث يتم تنظيم الموجات الصوتية بتردد معين ثم سماعها مراراً وتكراراً ، إن عملية التكرار هذه تؤثر بصورة كبيرة على استجابة الدماغ .
ترتبط تكنولوجيا الصوت ارتباط وثيق بسماع الموسيقى ، لدورها العظيم في التأثير على أعضاء جسم الإنسان والحفاظ على صحته إذ تعد الموسيقى وجهين لعملة واحدة فهي تؤثر على صحة الجهاز المناعي وتساعد على الاسترخاء والتأمل ، بالإضافة إلى تأثيرها على معدل نبضات القلب لاسيما إنها تحسن مراكز المعرفة والعاطفة في الدماغ .
في النهاية ، أن التأمل وحده هو ما يساعدك على ضبط موجات الدماغ الخاصة لديك ، وذلك للوصول إلى أعلى درجات الإنتاجية والمشاعر الإيجابية والوصول إلى الرقي بمرحلة من الوعي الذاتي للتواصل مع ذاتك وترتقي نحو أفق أفضل وأروع .