الاصطناعي في الطب 1

الذكاء الاصطناعي في الطب ميزاته وعيوبه

تكنولوجيا وتقنية منوعات تكنولوجيا

إن التطور الكبير في مجال التكنولوجيا و علوم الطب ساعد على اكتشاف المزيد من الأسرار ونجاحات للذكاء الاصطناعي، حيث بات يستخدم الذكاء الاصطناعي في الطب على نطاق واسع، وتشمل تطبيقاته في هذا المجال إنجاز العديد من المهام المميزة كتشخيص الحالة المرضية المتلائمة مع حالة المرضى، واكتشاف الأدوية وتطويرها، وتحسين التواصل الفعال بين المريض والطبيب، فضلاً عن إمكانية تدوين المستندات مثل الوصفات الطبية، والأهم مساهمته في عملية علاج المرضى عن بُعد، وفيما يلي سنتعرف على أهم ما قدمه الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، فقط تابع معي لتتعرف المزيد حول ذلك.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الطب

يوجد العديد من الطرق التي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤثر بها بشكل إيجابي في مجال الطب، سواء أكان هذا الأثر بتسريع وتيرة البحث أو بمساعدة الأطباء على التشخيص واتخاذ قرارات أفضل، وفي سياق هذا المقال سوف نتعرف بشكل موسع على بعض الأمثلة عن كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب مثل تطوير الأدوية وطرق المعالجة وإجراء العمليات الجراحية وغيرها.

الذكاء الاصطناعي في اكتشاف المرض وتشخيصه

الذكاء الاصطناعي في الطب
الذكاء الاصطناعي في الطب

تتمثل الميزة الأفضل للأجهزة المدعومة بالذكاء الاصطناعي عن البشر بكونها لا تتعب أي ليست بحاجة للراحة أو النوم، فبالتالي يمكن استخدام تطبيقات هذه في مجال الطبي لمراقبة العلامات الحيوية للمرضى الذين بحاجة لعناية فائقة ومن ثم تنبيه الأطباء عند ظهور عوامل خطر معينة، وعند المقارنة بين الأجهزة الطبية العادية والأجهزة الطبية المدعومة بالذكاء الاصطناعي artificial intelligence سنجد مثلاً أجهزة القلب التي تتابع العلامات الحيوية للمريض والحفاظ على الصحة.

وعند الحديث عن أوجه الاختلاف بين الأجهزة الطبية العادية وتلك المدعومة في الذكاء الاصطناعي في الطب سنجد مثلاً أجهزة مراقبة القلب التي صممت لتتبع العلامات الحيوية للمرضى فقط، في حين تكون مثيلاتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي artificial intelligence قادرة على جمع البيانات من تلك الأجهزة والبحث عن حالات أكثر تعقيداً، مثل تعفن الدم. 

ولقد استطاع أحد عملاء IBM تطوير نموذج تنبؤي مدعوم في ذكاء اصطناعي لتتبع الحالة الصحية للأطفال الخدج واكتشاف الحالات الإنتانية الشديدة وتقييم مخاطر الموت القلبي المفاجئ أو الأمراض القلبية الأخرى بناءً على المخطط الكهربائي للقلب وصور التصوير بالرنين المغناطيسي بدقة تقدر بحوالي الـ 75٪.

آلية عمل الذكاء الاصطناعي في اكتشاف المرض و تشخيص أعراضه

يمكن لآلات للذكاء الاصطناعي اعتماداً على خوارزميات التعلم الآلي أن تتعلم رؤية الأنماط بشكل مشابه للطريقة التي يراها الأطباء المختصين، كما يكمن الفرق الرئيسي في أن الخوارزميات تحتاج إلى الكثير من الأمثلة الملموسة من أجل تعلم ذلك، وهذه الأمثلة بحاجة إلى أن تكون رقمية ودقيقة قدر الإمكان فإن الآلات لا تستطيع القراءة بين السطور كما في الكتب المدرسية، وهذا يصنف نوعاً ما ضمن مجالات ذكاء الصناعي.

لذا سيقتصر التعلم الآلي المفيد بشكل خاص على التطبيقات التشخيصية التي تكون فيها المعلومات التي يفحصها الطبيب رقمية بالفعل، ومثال على طرق رعاية عبر ذكاء الاصطناعي نجد ما يلي:

  • الكشف عن السكتات الدماغية أو سرطان الرئة بناءً على صور الأشعة المقطعية.
  • يتم تصنيف الآفات الجلدية في الصور الجلدية عبر ذكاء الاصطناعي في طب
  • تعمل على البحث عن مؤشرات اعتلال الشبكية السكري في صور العين.

تطوير الأدوية عبر الذكاء الاصطناعي

يحتاج تطوير الأدوية لمبالغ وتكلفة عالية، ويمكن جعل العديد من العمليات التحليلية التي تحتاجها عملية تطوير الأدوية medicine أكثر كفاءة باستخدام التعلم الآلي، ومع ذلك يمكنها تقليص سنوات من العمل وآلاف الملايين من الاستثمارات، ولقد تم بالفعل استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب بنجاح في جميع مراحل تطوير الأدوية الرئيسية:

  • المرحلة الأولى: تحديد أهداف من استخدام الأدوية.
  • المرحلة الثانية: اكتشاف نمط الأدوية المرشحة
  • المرحلة الثالثة: تسريع عمليات التجارب السريرية
  • المرحلة الرابعة: إيجاد المؤشرات الحيوية الملائمة لتشخيص المرض.

الذكاء الاصطناعي في الجراحة

بالرغم من عدم إمكانية الذكاء الاصطناعي في الطب اليوم إنهاء خيار إجراء العمليات الجراحية إلا أنه مع مرور الوقت لربما سيكون قادراً، ليس فقط على تقليلها كما هو عليه الآن.

ففي تجربة جامعة وشركة Theator التي قامت بإجرائها مؤخراً والتي حاولت من خلالها تصميم مساعد مدعوم بالذكاء الاصطناعي قادر على مساعدة الجراحين في معرفة الخطأ الذي تم ارتكابه أثناء الإجراء أو التدخل الجراحي، وذلك من خلال دراسة اللقطات المأخوذة من قبل الذكاء الاصطناعي، واستطاعت هذه الشركة تجميع ما يقارب الـ 39.5 مليون دولار لتمويلها هذه التجربة. كما يوجد أيضًا العديد من الأبحاث التي أحريت في عدد كبير من الكليات مثل كلية وجامعة أكسفورد Oxford University التي أكدت مدى نجاح الذكاء الاصطناعي في مجال الطبي وفي العديد من المجالات العلمية الأخرى.

اقرأ أيضًا: الرسم بالذكاء الاصطناعي|أفضل تطبيقات ومواقع الذكاء الخاصة بالرسم|

الذكاء الاصطناعي في تخديم المستشفيات

من مهام المستشفيات الرئيسية والعاملين فيها على اختلاف مهامهم ومسمياتهم الوظيفية تلبية الاحتياجات المادية للمرضى، مثل تخزين الإمدادات وتسليم البضائع، وفعلاً قد بدأت تدخلات الذكاء الاصطناعي التعاونية المدعومة بالتطورات خاصة قي مجال الطب في تخفيف هذا العبء الكبير، وتتوقع شركة Gartner أن يستثمر ما يقارب الـ 50٪ من مقدمي تلك خدمات في الولايات المتحدة في أتمتة برنامج عمليات الذكاء الاصطناعي في الطب (RPA)، وتشمل بعض الأمثلة على تقنية RPA في المستشفيات ما يلي:

  • قامت إحدى المستشفيات مؤخراً بنشر خمسة روبوتات تسمى Moxie  مهمتها الأساسية تحديد ما تحتاجه الممرضات من مساعدة وأدوات وآلات بشكل آلي واستباقي. وكمثال آخر يستطيع الروبوت Atheon تحديد موعد رمي النفايات والتخلص منها فضلاً عن دعمه للعديد من الوظائف الطبية والصحية health.
  • التطبيب عن بعد: أصبح هذا النمط من الممارسات الطبيه الشائعة التي تمكن المريض من زيارة الطبيب واستشارته عبر الإنترنت وخصوصاً بعد انتشار جائحة كورونا COVID-19 في عام 2020 لتقديم العلاجات اللازمة.
  • تحسين الخطة العلاجية للمريض: تعد مساهمة الذكاء الاصطناعي في تحسين الخطة العلاجية للمرضى أفضل ما يمكن للذكاء الاصطناعي تقديمه، معتمداً في ذلك على تحديد مجموعة الخصائص التي ستجعل المريض أكثر استجابة لنوع العلاج المقدم له، ومن ثم وضع الجرعات والكميات العلاجية الكاملة لوضعه الصحي وإجراء تحليل للتأكد من النتائج.

الذكاء الاصطناعي والتعديلات الجينية

بالرغم من كون تعد عمليات التي ينتج عنها تعديل في الجينات عملية مكلفة وصعبة، وتشكل تأثير مخيف، إلا أنها تختلف تمامًا مع الروبوتات التي تستطيع تحسين عملية تعديل الجينات وتحريرها مع ضمان التعرض لآثار جانبية أقل.

اقرأ أيضًا: القمة العالمية للذكاء الاصطناعي وأحداثها المهمة

الفوائد الطبية للذكاء الاصطناعي 

تتضمن سلسلة الفوائد والإيجابيات التي تنتج عن استخدامنا تطبيقات الذكية وممارسات الذكاء الاصطناعي في الطب medical ومختلف مجالات وجوانب الحياة حيث تشمل ما يلي:

  • تساعد على تحسين الرعاية للمريض من خلال إعطاء نتائج سريعة وأدلة كافية تعكس مدى كفاءة العلاجات والإجراءات، وتقليلها لوقت العلاج والرعاية والبحث عنه.
  • يقلل من احتمالية ارتكاب الأخطاء سواء أكان هذا توصيف المريض أو في التشخيص أو وصف المريض، وهو ما يساعد في تحسين صحة المريض العامة.
  • تقليل التكاليف كل من عمليتي التشخيص والعلاج وفي الرعاية أيضًا.
  • يمكنك من خلاله الحصول على الإجابات وإجراء الاستشارات والتأكد من سلامتك وتمتعك بصحة جيدة من خلال الروبوتات المخصصة للمحادثة.

أكثر دول العالم استخداماً لتطبيقات الذكاء الاصطناعى في الطب

الذكاء الاصطناعي في الطب
الذكاء الاصطناعي في الطب

إذ تستخدم العديد من الدول تطبيقات الذكاء الاصطناعي بصورة شاملة في مجال الرعاية الصحية وتشخيص الأمراض، وتحليل المعلومات، والتنبؤ بمخاطر الإصابات والأمراض، وإدارة الرعاية الصحية، وتشمل قائمة الدول الأكثر استخداماً لتطبيقات و تقنيات الذكاء الاصطناعي في العلوم والطب كلاً من:

  • كندا (Canada).
  • الولايات المتحدة الأمريكية.
  • الصين.
  • الهند.
  • ألمانيا.

كما سيشهد هذا العام وفي شهر يوليو تحديداً انعقاداً القمة العالمية للذكاء الاصطناعي والتي ستناقش إمكانية تطوير العديد من الحلول الذكية والتطبيقات، والطرق التي من شأنها تطبيق الذكاء الاصطناعي بصورة أكثر فعالية وتطور في مختلف مجالات الحياة.

وفي نهاية مقالنا الذي كان بعنوان حول الذكاء الاصطناعي في الطب، لا شك أن السعي والجهود المبذولة لتحسين كفاءة الذكاء الاصطناعي في الطب ومختلف المجالات الاخرى، ومساهمته وتطبيقاته في حياتنا اليومية ستؤتي أكلها وستبصر النور قريباً ليس كمشاركة وإنما كطريقة بديلة تماماً قادرة على أن تحل مكان الإنسان أو لربما ستعمل تحت إشراف بسيط منه لخدمة الإنسانية أجمع.