ما معنى هزات ارتدادية، وكيفية حدوثها ومدتها؟ بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها العالم وعلى وجه الخصوص الزلازل الذي أصاب كل من سوريا وتركيا وغيرها من البلدان، والتي ما زلنا نتعايش مع آثارها المتمثلة بما يعرف بالهزات الارتدادية حتى يومنا هذا، تكثر الأسئلة حول معنى هزات ارتدادية، تابع معي هذا المقال لتتعرف على ذلك.
ما هي الهزات الارتدادية
تشكل الهزات الارتدادية رد فعلٍ للأرض على سبب أو فعل أدى لتغير في طبيعتها واتزانها، ودائماً ما يترافق ظهورها وشعورنا بها مع حدوث زلزال يسبقها.
حيث يعرف معنى هزات ارتدادية aftershocks علمياً بكونها زلازل قصيرة المدى وضعيفة الشدة عند مقارنتها بمدة وشدة زلزال رئيسي يضربان الأرض في منطقة ما، حيث يتكرر حدوثها بعد وقوع الزلزال الرئيسي خلال فواصل زمنية قد تكون سنوات أو أشهر أو أسبوع وقد تكون لأيام أو لساعات قليلة فقط.
ما هو الزلزال
الزلزال earthquake هو التقاء الصفائح التكتونية التي تتكون منها قشرة الأرض ببعضها البعض، التي تتوافق مع بعضها البعض على الرغم من اختلاف أحجامها بطريقة مذهلة، ويكون من الطبيعي أن تتحرك باستمرار إما باتجاه تداخلها بطريقة مناسبة أو تباعدها عن بعضها البعض، إلا أن التقائها يحتم حدوث الزلزال.
اقرأ أيضًا: اسعار جمركة هواتف سامسونغ الفئة العالية
كيفية حدوث الهزات الارتدادية
تحدث الهزة الارتدادية نتيجة التغير المفاجئ في الإجهاد الذي يحدث بين الصخور وداخلها، أي كرد فعل ناجم عن فعل الضغط الذي تسبب في وقوع زلزال رئيسي مسبق، ودائماً ما تصيب تلك الصخور القريبة بمكانها من مركز ذلك الزلزال، أو على امتداد خط الصدع الذي وقع فيه ذلك الزلزال.
وعندما يكون ذلك الضغط أكبر من أن تتحمله تلك الصخور فإنها أيضاً تنكسر مطلقة طاقة جديدة هي ذاتها تلك الطاقة التي تكون مختزنة مما تسبب بحدوث شقوق في هذه الصخور، وبنفس الطريقة تنتج كل هزة من الهزات الارتدادية هزات أخرى تكون أصغر منها.
كم هزة ارتدادية بعد الزلزال؟
يعقب وقوع زلزال في منطقة ما العديد من هزات ارتدادية، وتكون مختلفة في التردد والحجم، حيث تتفاوت شدة الهزات تبعاً لشدة الزلزال الذي سبق وقوعها، ففي حال كان ذلك الاضطراب الأرضي الرئيسي قوياً غالباً ما تكون شدة الهزات الناجمة عنه قوية نوعاً ما، وعدد مرات تكرار حدوثها أكبر، والعكس صحيح.
هل يمكن أن تكون الهزة الارتدادية أقوى من الزلازل؟
عادة ما يكون حجم الزلزال أكثر شدة من الهزة الارتدادية إلا أنه في حالات نادرة يمكن أن يكون العكس صحيح، أي يمكن هزة ارتدادية ما أن تكون أقوى من الزلزال، ليعاد تسميتها حينئذٍ بالزلزال.
في حال حدوث ذلك، فإن ما تم اعتقاده في البداية زلزالاً، يكون تنبيه أو تحذير لوقوع الحدث الأعظم.
كيف تنجو من الهزة الارتدادية؟
في حال تأثرت منطقة تواجدك بهزة ارتدادية، فعليك:
- ضبط أعصابك، و المحافظة على هدوئك قدر المستطاع.
- في حال كنت داخل بناء ما، ابتعد عن الأبواب والنوافذ.
- في حال كنت في الخارج، فابقَ في منطقة مفتوحة بعيداً عن أي شيء قابل للانهيار أو السقوط مثل خطوط الكهرباء.
كم تستغرق الهزة الارتدادية وقتاً لتحدث بعد وقوع الزلزال؟
يستغرق وقوع هزة ارتدادية ناتجة عن زلزال قوي ما يكفي لإحداث عدة هزات قوية يمكنك الشعور بها خلال الساعة الأولى، يتلاشى معدل حدوث هذه الهزات بسرعة، فمن الممكن حدوث هزات في اليوم الثاني لوقوع زلزال حوالي نصف عدد هزات اليوم الأول، وبالتالي فإنه بعد عشرة أيام من وقوعه، لن يكون هناك أكثر من عُشر عدد هزات اليوم الأول.
قياس حجم الهزات الارتدادية والزلازل
يتم قياس حجم الهزات الارتدادية والزلازل وفق مقياس ريختر، ويتحدد مقداره ريختر من لوغاريتم سعات موجات مسجلة باستخدام أجهزة قياس الزلازل مع إضافة تعديلات لتعويض الاختلاف في المسافة بين مركز الزلازل وأجهزة قياسها المختلفة.
واعتماداً على مقياس الأساس اللوغاريتمي، تقابل أي زيادة في الحجم بزيادة في السعة المقاسة قدرها 10 أضعاف، أما من حيث الطاقة فإن أي زيادة مقدارها عدد صحيح ستقابل بحوالي 32 ضعف من كمية الطاقة المنبعثة. حيث يكون الزلازل التي يزيد شدته عن حوالي 4.6 قوية بما يكفي ليتم قياسها وتسجيلها باستخدام أي جهاز من أجهزة قياس الزلازل.
الهزات المستبقة
تعرف الهزات المستبقة بكونها تلك الهزات التي تسبق وقوع الزلزال في نفس المنطقة، ولا يمكن تحديد الزلزال على أنه هزة أرضية سواء أكانت مستبقة أو ارتدادية إلا بعد أن يقع زلزال أكبر في نفس الموقع.
باختصار الهزات المستبقة هي هزات شدتها ضعيفة تضرب في الساعات والأيام التي تسبق وقوع الزلازل شدته متوسطة إلى كبيرة،
ولكن للأسف ليس لكل الزلازل هزات مستبقة مما يعني عدم وجود أي دلالات أو إشارات دائمة وواضحة تمكننا من التنبؤ بوقوع زلزال.
في ختام مقالنا حول ما معنى هزات ارتدادية وكيفية حدوثها ومدتها، نجد أنه بالرغم من كون شدة الزلزال مرتبطة بشكل مباشر بالغالبية العظمى لشدة الهزات الارتدادية الناجمة عنه، فإن الكثير منها يكون قوياً بما فيه الكفاية لعرقلة سير محاولات الإنقاذ وحياتنا جميعاً.