الأنفلونزا الاسبانية ما هي

الأنفلونزا الاسبانية ما هي

الصحة والتغذية

الأنفلونزا الاسبانية ما هي، يعتبر هذا الوباء الذي اجتاح العالم قبل حوالي مئة عام بالتحديد سنة 1918 خلال الحرب العالمية الأولى كارثة ضخمة لا تقل عن كوارث الحروب والصراعات بل تعتبر أعظمها من ناحية الخسائر، هذا الوباء تحول إلى جائحة ضخمة أودت بحياة الملايين من البشر حيث أصابت ثلث سكان الكرة الأرضية في ذلك الوقت، هذه الجائحة غيرت ملامح العالم في القرن العشرين وكانت أكثر الأمراض انتشاراً في التاريخ جائحة الأنفلونزا الاسبانية، لذلك سنطلعكم من خلال فقرات هذا المقال على كيفية ظهور الأنفلونزا الإسبانية وسنتعرف على أعراضها وكيفية الوقاية منها وسبل علاجها. 


كيف ظهرت الأنفلونزا الاسبانية؟ وما معدل الوفيات؟ 

تعتبر الأنفلونزا الاسبانية التي كان السبب بحدوثها فيروس الأنفلونزا من نوع ( أ H1N1 ) جائحة مدمرة قتلت مايقارب ثلث سكان العالم حيث بدأ الكشف عنها عندما وصلت برقية أخبارية لوكالة رويترز في ربيع سنة 1918 مضمونها ” تفشي مرض غريب ذو طابع وبائي في مدريد” وبعد أسبوعين أصيب أكثر من 100 ألف شخص فانهارت الخدمات الطبية في البلاد بعد عجز المستشفيات عن استقبال العدد المتزايد من المرضى، وفي صيف 1918 كانت الأنفلونزا الاسبانية اجتاحت العديد من الدول في القارة الأوربية مثل بريطانيا والمجر وفرنسا وألمانيا والنمسا، وفي أغسطس من نفس السنة أصبح الوباء جائحة عالمية ووصل للسويد والولايات المتحدة وجنوب أفريقيا. 

الإحصائيات تقول 500 مليون شخص أصيبوا بالأنفلونزا الاسبانية وأكثر من 50 مليون قتيل، حيث أن الغالبية العظمى من ضحايا هذا الوباء كانوا من البالغين الأصحاء عكس ما يحدث غالباً في الوباءات الأخرى التي تستهدف كبار السن والأطفال أو ضعاف المناعة لدرجة أن هذا الوباء تسبب في الحد من متوسط العمر المتوقع في أوائل القرن العشرين مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي انخفض متوسط العمر المتوقع فيها إلى حوالي 12سنة في السنة الأولى من الوباء، وفي الهند قضت الأنفلونزا على حوالي 17 مليون شخص أي ما يقارب 5 بالمئة من سكان الهند. 

كيف ظهرت الأنفلونزا الاسبانية؟ وما معدل الوفيات؟ 
الأنفلونزا الاسبانية ما هي

أعراض الأنفلونزا الإسبانية 

معظم المصابين بالأنفلونزا الإسبانية عانوا من الأعراض النموذجية للأنفلونزا المتمثلة في الصداع والتهاب الحلق والحمى، خاصةً في موجتها الأولى لكن لم تكن هذه الأعراض سبب للوفاة حيث كان الوباء أكثر خطورة في موجته الثانية، فقد تطور وتفاقم إلى ذات الرئة الجرثومي الذي سبب صعوبة في التنفس وأدى إلى حدوث زراق الهيليوتروب الذي يسبب تشكل بقعتين على الوجه فوق الوجنتين  بلون بني داكن لتنتشر بعد عدة ساعات وتلون الوجه بأكمله باللون الأزرق ليمتد بعدها منتشراً على كامل الأطراف والجذع باللون الأسود وبعدها تحدث الوفاة بسبب تشكل السوائل في الرئتين. 

ومن الأعراض الأخرى المرافقة لوباء الأنفلونزا الإسبانية حدوث نزيف عفوي من الأنف والفم، فقدان حاسة السمع أو حاسة الشم، حدوث غباشة في الرؤية، إجهاض بالنسبة للحوامل، تساقط الشعر والأسنان، شم روائح غريبة، ضعف القدرة على تمييز الألوان، الأرق، الهذيان حيث يعتقد أن تفاقم الأعراض حدث نتيجة عواصف بروتين السيتوكين ( الإفراط في استجابة الجسم المناعية للعدوى). 


سبل علاج الأنفلونزا الإسبانية 

عند ظهور الأنفلونزا الإسبانية في عام 1918 كانت عملية تشخيص الفيروس أمراً في غاية الصعوبة بسبب صغر حجمه وعدم وجود مجاهر ذات إمكانيات عالية في ذلك الوقت فلم يكن له لقاح أو دواء مضاد للفيروسات، فكانت الحلول الاحترازية آنذاك تتمثل:

  1. حجر المريض صحياً.
  2. إغلاق أماكن التجمعات كالمدارس.
  3. عدم المصافحة وتجنب لمس أي شيء خارج البيت.
  4.  ارتداء الأقنعة الواقية للوجه.
  5. عدم البصق في الأماكن العامة.
  6. الالتزام بقواعد النظافة الشخصية. 
  7. الطلب من الناس البقاء في منازلهم وتجنب الازدحام. 

اقرأ أيضاً: أعراض الأنفلونزا عند الأطفال ما هي وما طرق الوقاية منها


الأنفلونزا الإسبانية وكوفيد 19

لوحظ وجود عدة أوجه شبه بين الأنفلونزا الإسبانية وكوفيد19، لتتمثل أوجه الشبه بعدة نقاط:

  1. المسبب الرئيسي فيروس يصيب جهاز التنفس.
  2. يسببان صعوبة وضيق في التنفس.
  3. من الطرق المثلى للوقاية منهما العزل.
  4. حدوث تأخير في إطلاق العلاج واللقاحات المناسبة لهما.
  5. كلاهما تضمن عدة متحورات جديدة. 

أما بالنسبة لأوجه الاختلاف بين الإنفلونزا الإسبانية وكوفيد 19:

  1. عدد الوفيات التي تسبب بها كوفيد19 كان أقل من عدد وفيات الأنفلونزا الإسبانية.
  2. الفئة المستهدفة في الأنفلونزا الإسبانية فئة الشباب اليافعين من عمر 25 حتى 40 عام  بينما الفئة المستهدفة في كوفيد19 كانت الكبار في السن الذين تجاوزوا 65 عام وبالأخص من يعانون من بعض الأمراض المزمنة.
  3. في الأنفلونزا الإسبانية كان  سبب الوفاة حدوث التهاب حاد في الرئتين بينما سبب الوفاة في كوفيد19  كان فشل  متعدد عضوي ناجم عن عواصف السيتوكين.
الأنفلونزا الإسبانية وكوفيد 19
الأنفلونزا الاسبانية ما هي

متى بدأت الأنفلونزا الإسبانيا؟ ومتى انتهت؟ 

كانت الموجة الأولى لهذا الوباء الجامح في ربيع 1918 وكانت أعراضها خفيفة على المرضى تمثلت بالصداع والحمى والإرهاق، ليتعافوا بعدها بسرعة فلم تكن هذه الأعراض أحد أسباب الوفاة. ولكن في خريف ذات العام أتت الموجة الثانية بقوة شديدة لتسبب ضيق في التنفس والتهاب حاد في الرئتين مسببة بذلك الموت لينتهي هذا الوباء عام 1919 بوفاة المصابين وتكوين مضادات في أجسام غير المصابين. 

اقرأ أيضاً: فوائد الشاي الأخضر للبشرة، احصلي على بشرة مشرقة بخطوات بسيطة


سبب تسمية هذه الجائحة في الأنفلونزا الاسبانية

اجتاح هذا الفيروس العالم سنة 1918 خلال الحرب العالمية الأولى وسمي بالأنفلونزا الإسبانية بالرغم من أنه لم يصدر من إسبانيا وذلك بسبب انشغال الإعلام الإسباني آنذاك بموضوع الجائحة نتيجة لتحرر إسبانيا مقارنة مع الدول المشاركة في الحرب، فلم تشارك إسبانيا في الحرب العالمية الأولى ولم يطبق أي مراقبة على إعلامها في ذلك الوقت ومن الغريب أن الإسبان أطلقوا على هذا الوباء اسم الأنفلونزا الفرنسية.


وفي الختام نكون قد وضحنا لكم ما هي الأنفلونزا الاسبانية وتعرفنا على أعراضها و سبل علاجها وتعرفنا أيضاً على سبب تسميتها بهذا الاسم.