عالم الميتافيرس الافتراضي

أسرار وحقائق حول عالم الميتافيرس الافتراضي

منوعات

 اعتقد أنك قد سمعت كثيراً عن عالم الميتافيرس الافتراضي أو كما يعرف باختصار “ميتا”، حيث إن هذا الواقع الافتراضي قد أثار جدلاً واسعاً بين الناس وخاصة عندما أعلن الرئيس التنفيذي لمنصة الفيسبوك “مارك زوكربيرج” عن تحول اسم الفيس بوك “Facebook” وجميع التطبيقات المرتبطة به إلى “ميتا”. ومن هذا المنطلق، سنلقي الضوء في مقالتنا هذه على أسرار وخفايا عالم الميتافيرس الافتراضي.

ما هو عالم الميتافيرس الافتراضي؟

إن عالم الميتافيرس أو كما يعرف باسم “الواقع الافتراضي” هو عالمٌ قد عمل على دمج بين الواقع الافتراضي “VR” والواقع المعزز “AR” وذلك بهدف أن يجمع بين الواقعين بصورة تسمح للمستخدمين بالعمل واللعب والتواصل كأنهم يعيشون ضمن واقعهم الطبيعي.

ولقد ذُكر اسم عالم الميتافيرس لأول مرة ضمن رواية الخيال العلمي التي تعرف باسم “SNOW CRASH” وهي رواية قد صدرت في عام 1992، حيث تدور أحداثها حول تفاعل البشر مع بعضهم البعض من خلال شخصية شبيهة لهم تعرف باسم (أفاتار – AVATAR)، كما ويكون حيّز التفاعلات التي تجرى بين الشخصيات شبيهة في فضاء افتراضي تفاعلي وثلاثي الأبعاد وهذا تماماً ما سيطبق ضمن عالم الميتا الذي بدأ يشتهر في هذا الوقت.

ولكن ما هي الحاجة التي تجعلنا نضطر إلى أن نتواصل مع من حولنا بواسطة الميتافيرس، وهل هو فعلاً تقنية جيدة لنا أم سيئة! 

ماهي الحاجة التي تدفعنا للتفاعل مع الأشخاص بشكل افتراضي من خلال الميتافيرس؟

لقد ازداد الاعتماد على تطبيقات التواصل الاجتماعي كثيراً خلال السنوات الأخيرة، وخاصة بعد انتشار جائحة كورونا، وقيام الكثير من الشركات بالاعتماد على بيئة العمل عن بعد، مستخدمين بذلك مختلف أنواع برامج التواصل من أجل ربط الأعمال، وإنجاز المهمات، ونظراً لهذه الأسباب كان لا بد لتطبيقات الميتافيرس “الواقع الافتراضي” التي تستطيع العمل على تأمين تواصل ثلاثي الأبعاد بين المستخدمين أن تقوم بالعمل على تطوير نفسها لكي تبحث عن موقع تثبت به قدراتها بين تطبيقات التواصل، حيث إنها بهذه الطريقة تكون مستندة إلى تلك الحاجة التي خلقتها فترة التباعد الاجتماعي المفروض، أيّ في فترة انتشار وباء كورونا،وأيضاً الرغبة في خلق مجتمع أخر للتواصل بشكل افتراضي بين الأفراد. 

ما هي الشركات العالمية التي تنافس في عالم الميتافيرس؟

في الحقيقة، لم تكن شركة ميتا (المعروفة باسم الفيسبوك سابقاً) هي الشركة الوحيدة التي تعمل على تطوير نفسها وخلق طريقٍ لها للاستثمار في عالم الميتافيرس وتطويره، ولكن خطوة الرئيس التنفيذي للفيسوك “مارك” كانت هي الأولى بعد إعلان إيلون ماسك عن عمله في تطوير شريحة صغيرة تزرع في الدماغ البشري لكي تمكنه من إنجاز عمليات خارقة تنفذها حواسيب متعددة، حيث تستطيع هذه الشريحة أن تتحكم في مشاعر الإنسان وتمنحه قدرات خارقة في حواسه، كما وإنها تساعده على تخزين الأحلام.

وبعد قرار مارك قامت العديد من الشركات الأخرى على التنافس للحصول على مكان ضمن الواقع الافتراضي الميتافيرس، ومن أبرز الشركات التي بدأت تنافس في عالم الميتافيرس هي:

  • شركة جوجل google

تعمل شركة “ألفا بت” الشركة الأم لجوجل google على تطوير ابتكار جديد يدعى “نظارات جوجل”، وهو ابتكارٌ مختص بالواقع المعزز، حيث سيقوم المستخدم في ارتداء هذا الاختراع كالنظارات الطبية ويعمل على دعم الواقع الافتراضي.

ومن جانب أخر بدأت شركة مايكروسوفت في امتلاك نظارات الواقع الافتراضي، بحيث تكون هذه النظارات متوافقة مع طبيعة عمل تطبيقاتها، وأيضاً مع نظام الميتافيرس، ومن هذا المنطلق نجد أنها عملت على تحديث تطبيق “مايكروسوفت تيمز”، والقيام بإضافة شخصيات افتراضية إليه، ومن المتوقع أن يتم إطلاق هذا التطبيق خلال العام الجاري 2022.

  • شركة بوينغ

إن هذه الشركة هي إحدى الشركات المعنية بصناعة الطائرات، حيث عملت بكل جدّ على أن تكون حاضرة في عالم الميتافيرس الافتراضي، وذلك من خلال إعلانها عن خطة لربط تصاميم الطائرات ثلاثية الأبعاد مع الروبوتات، ومع مهندسيها الموجودين حول العالم، وتستعين في اختراعها هذا بنظارات مايكروسوفت.

  • شركة نايكي 

أما بالنسبة لشركة نايكي المختصة في صناعة الأحذية، فقد عملت على عقد صفقة مع شركة “روبلوكس” من أجل بناء عالم افتراضي يحمل اسم “نايكي لاند”، حيث يمكن لمستخدمي هذا العالم أن يجعلوا أشباههم الافتراضيين “الأفاتار” يرتدون أحذية من تصميم شركة نايكي.

  • شركة تيك توك

أعلنت الشركة المالكة لتطبيق التيك توك عن دخولها في منافسة الشركات العالمية من خلال شراء “بيكو انتراكتف” وهي الشركة الناشئة في الواقع الافتراضي، حيث إنها تعتقد بأن استحواذها على هذه الشركة يؤهلها إلى دخول عالم الاستثمار ضمن الواقع الافتراضي.

الميتافيرس الافتراضي

 

ما هي مجالات استخدام الميتافيرس؟

يوجد هناك العديد من المجالات التي يمكن العمل من خلالها على استخدام عالم الميتافيرس الافتراضي، فإن فضاء الميتافيرس الشاسع يوفر مساحة واسعة وضخمة لآلاف الاستخدامات الممكنة التي تتزايد مع التطور التكنولوجي المتسارع في العالم، ومن أبرز المجالات التي يمكن أن تستفيد من الميتافيرس هي:

  • المجالات الطبيّة: حيث يمكن الاستفادة من الميتافيرس ضمن المجالات الطبية من خلال القيام بإجراء عمليات جراحية معقدة عن بعد، وأيضاً من خلال توافر إمكانية التشخيص الطبي للمرضى، والكشف الأولي عن الأمراض.
  • المجالات العلمية: أما بالنسبة للمجالات العلمية، فأن تطبيقات الميتافيرس المتنوعة قد وفرت للمؤسسات الطبية أساليب متعددة من أجل تعزيز الوسائل التعليمة، وذلك من خلال إدخال الأشكال ثلاثية الأبعاد إلى الشروحات، وجعلها تبدو أكثر تفاعلية.
  • المجالات الترفيهية: أما ضمن المجالات الترفيهية، فقد كان النصيب الأكبر في هذا المجال إلى شركات الألعاب التي عملت على إنشاء نسخاً متطورة من ألعابها، وذلك بهدف أن يستطيع اللاعبون ارتداء النظارات المخصصة، والقيام في اللعب وتحقيق الاندماج كامل مع التفاصيل والأصوات التي توفرها تلك الألعاب.

كيف تجني الشركات أرباحاً من الميتافيرس؟

تعمل حالياً الشركات على جني الأرباح من خلال عالم الميتافيرس الافتراضي وذلك من خلال بيع المعدات التي تتعلق بهذا العالم كالنظارات، والأدوات المساعدة الأخرى، أما بالنسبة لشركات الألعاب، فأنها تجني أرباحاً من خلال القيام ببيع تطبيقاتها إلى المستخدمين الذين يقومون بدفع الأموال مقابل الحصول على حساباتهم وأيضاً للتقدم في مراحل اللعب.

وفي الختام، وبعد أن انتهينا من الحديث عن أبرز أسرار وحقائق حول عالم الميتافيرس الافتراضي، أصبح لا بد من أن ندرك بأن عالم الميتافيرس هو الشكل المستقبلي للإنترنت.

أخبرنا عن رأيك في عالم الميتافيرس الافتراضي من خلال التعليقات.