يطلق البعض على الركلات الترجيحية اسم ركلات الحظ، إلا أن ذلك ليس صحيحاً بالمطلق فهناك 5 أسرار للفوز بالركلات الترجيحية في المباريات الحاسمة، الأمر لا يتعلق بالحظ فقط، ولكن هناك أمور أخرى يجب تعلمها والقيام بها.
فبعد تأهل كل من كرواتيا مرتين والمغرب مرة والأرجنتين مرة إلى المربع الذهبي وفوز الأرجنتين بلقب كأس العالم 2022 في قطر، أصبح واضحاً مدى أهمية هذا الموضوع فما هي هذه الأسرار ال 5 أسرار للفوز بالركلات الترجيحية؟؟ نستعرضها وإياكم في الآتي:
التحضير قبل البطولة بفترة جيدة:
في الواقع من كأس العالم 1982 حتى نهاية كأس العالم 2022 في قطر، تم إجراء ضربات الترجيح 35 مرة بين المنتخبات في أدوار إقصائية منها 5 مرات في بطولة كأس العالم 2022 في قطر من بينها النهائي، وبالتالي لابد من التحضير قبل البطولة بفترة جيدة على تسديد ضربات الجزاء، ويعتبر ذلك أول سر من الـ 5 أسرار للفوز بالركلات الترجيحية في المباريات الحاسمة.
وبالنظر إلى البطولتين الأخيريتين لكأس العالم نجد أن أبطال الركلات الترجيحية دون منازع هي كرواتيا، التي تأهلت لنهائي كأس العالم 2018 بعد أن تأهلت إلى النصف نهائي والنهائي بركلات الترجيح، وكذلك الحال في كأس العالم 2022 نجد أن كرواتيا تأهلت إلى النصف نهائي بعد أن فازت على كل من اليابان في دوري ال 16 والبرازيل في الربع نهائي بضربات الترجيح.
اقرأ الدور نصف النهائي في كأس العالم 2022- رفاق ميسي يمنحوه الفرصة الأخيرة
وبالحديث عن الـ 5 أسرار للفوز بالركلات الترجيحية، نجد أنه في كأس العالم 1998 في فرنسا، كان هناك مباراة خرافية بين المنتخب الإنكليزي والمنتخب الأرجنتيني، حينما سجل مايكل أوين هدفه الرائع والذي اعتبر أفضل هدف في البطولة حينها، واستطاعت الأرجنتين بقيادة باتستوتا حينها تحقيق التعادل وانتهت المباراة بنتيجة 2-2.
في هذه المباراة كانت نقطة الخلاف مع نجم المنتخب الإنكليزي ديفيد بيكهام، وذلك بعد طرده 47 من عمر المباراة، وبعد أن اتجهت المباراة إلى الضربات الترجيحية كان قد تم ادخال اللاعب الإنكليزي ديفيد باتي.
England national football team
لا أعتقد أن أخد يذكر هذا الاسم حتى من متابعي كرة القدم، حيث أضاع باتي ضربة الترجيح وانتصرت الأرجنتين حينها، وعندما سؤال اللاع عن سبب ضياع ضربة الترجيح قال أنا لم أتدرب على ضربة جزاء واحدة في كل حياتي الكروية، وبالتالي نجد أن أحلام شعوب تضيع بسبب عدم التحضير قبل البطولة بفترة جيدة كواحد من ال 5 أسرار للفوز بالركلات الترجيحية في المباريات الحاسمة.
اختيار قائمة اللاعبين في ركلات الترجيح من بداية التصفيات:
يمثّل ذلك السر الثاني من الـ 5 أسرار للفوز بالركلات الترجيحية، كمثال على اختيار قائمة اللاعبين في ركلات الترجيح من بداية التصفيات، نجد منتخب استراليا في طريقه لكأس العالم 2022 في قطر، حيث وصل المنتخب الأسترالي بفضل مباراة الملحق مع منتحب البيرو والتي انتهت بواقع 0-0 وكانت المباراة تتجه إلى ركلات الترجيح، حين قام مدرب استراليا بتغيير الحارس ماثيو رايان وإدخال الحارس المجنون أندرو ريدماين.
حيث بدأ أندرو ريدماين يقوم بحركات ورقصات أثناء تنفيذ ركلات الترجيح مما أثر على تركيز لاعبي البيرو، وهو ما أدى في النهاية إلى فوز استراليا بواقع 5-4 في ركلات الترجيح.
وهو الأمر الذي قام به مارتينيز حارس المنتخب الأرجنتيني خلال كأس العالم 2022 في قطر، والذي يعتمد أسلوب التشتيت الذهني للاعبي الخصم من خلال الحديث معهم والتأثير على تركيزهم قبل تسديد ضربة الترجيح. وهو السر الذي اتبعه مارتينيز من الـ 5 أسرار للفوز بالركلات الترجيحية.
التدريب على الضربات الترجيحية أثناء البطولة:
في الواقع إن التدريب على الضربات الترجيحية أثناء البطولة كأحد الأسرار من الـ 5 أسرار للفوز بالركلات الترجيحية في المباريات الحاسمة قد يراه البعض غير ممكن.
إلا أننا نجد على سبيل المثال أن جوس هيدينك مدرب منتخب كوريا الجنوبية في كأس العالم 2002 كان يقوم بمليء مدرجات الملعب بجمهور كوريا ويطلب من اللاعبين أن يسيرو من منتصف الملعب وتسديد ركلات الترجيح، ليجعلهم يعيشون الحالة، وهو الأمر نفسه الذي قام به منتخب إنكلترا في نسخة 2006، وكذلك المكسيك جلب متخصص في الألعاب الذهنية، لتشتيت تركيز اللاعبين أثناء التدريبات.
ولاشك أن تطور التكنلوجيا يساعد في توفير الأجواء المماثلة للاعبين أثناء التدريبات المختارين لتسديد ضربات الترجيح مشابهة لتلك أثناء التنفيذ الفعلي، إلا أنه وبعد كل ذلك يبقى التنفيذ الفعلي مختلف وله رهبة لا يمكن التدرب عليها وتحتاج إلى تركيز وبرودة أعصاب.
حراس المرمى عند لحظات تنفيذ ركلات الترجيح:
ليس المهم أن تكون حارس مرمى عبقري أو ممتاز، وإنما المهم أن يكون لديك التركيز العالي عند التصدي، وهو أحد الأسرار من الـ 5 أسرار للفوز بالركلات الترجيحية فعلى سبيل المثال في نسخة كأس العالم عام 2014 كانت مباراة الربع نهائي بين منتخب هولندا وكوستاريكا وانتهت بواقع 0-0.
إلا أن المدرب فان خال كان له تبديل في الدقيقة 120+1 أي قبل صافرة النهاية حيث قام بتبديل حارس المرمى الممتاز ياسبر سيلسن وإدخال تيم كرول والذي تصدى لركلتين ترجيحيتين وكان سبب تأهل هولندا حينها.
في الواقع فإن كرول ليس متخصص بالتصدي لركلات الترجيح، ولكن استطاع فان خال بهذه الحركة إدخال الشكوك إلى قلوب لاعبي كوستاريكا غير المتمرسين في الكرة بهذه الحركة مما أفقدهم التركيز أثناء تنفيذ ركلات الترجيح.
وكمثال آخر عن حراس المرمى عند لحظات تنفيذ ركلات الترجيح هو حارس منتخب الأرجنتين مارتينيز الذي كان واضح حجم الضغط الذي قام به على لاعبي المنتخب الفرنسي عند تنفيذ ركلات الترجيح من خلال حديثه معهم عن أنه يعلم كيف يسددون وإلى أي جهة والتلاعب بأعصابهم وكيف نجح في التأثير على تركيزهم.
وتأكيداً على هذه الاستراتيجية نجد أن كرول حارس هولاندا الي لم يكن متخصص بعد هذه المباراة في الضربات الترجيحية، حيث استطاع بعدها أن يتصدى ل 8 ضربات جزاء من أصل 31 ضربة
وبالتالي فإن ذكاء وتركيز الحارس يعتبر أحد الأسرار من الـ 5 أسرار للفوز بالركلات الترجيحية في المباريات الحاسمة.
اختيار اللاعبين الذين سينفذون الركلات الترجيحية في المباراة:
تعتبر نقطة اختيار اللاعبين الذين سينفذون الركلات الترجيحية في المباراة غاية في الأهمية وسر مهم من ال 5 أسرار للفوز بالركلات الترجيحية في المباريات الحاسمة.
فقد يقرر المدرب عدد من اللاعبين المتخصصين في الضربات الترجيحية عند لحظة الحسم إلا أن اللاعبين يخذلوه ويقولون بأنهم غير جاهزين أو مرتبكين ولا يريدون تنفيذ الضربات الترجيحية أو خائفين منها.
وهو ما حصل مع المنتخب المصري في نهائي أمم أفريقيا، حيث أن بعض اللاعبين رفضوا أن يكونوا ضمن قائمة اللاعبين المنفذين لركلات الترجيح، وهو ما جعل المدرب يختار لاعبين آخرين غير متمرسين في الضربات الترجيحية الأمر الذي أدى بالنهاية إلى خسارة المنتخب المصري وفوز السنغال في النهاية.
في الحقيقة عند اختيار اللاعبين الذين سينفذون الركلات الترجيحية في المباراة لابد من وجود قواعد مهمة يجب أخذ ها بعين الاعتبار أولها أن يكون من بينهم الكابتن إن لم يكن الحارس هو الكابتن.
حيث نجد أنه وفي آخر 30 مرة تم خلالها تسديد الركلات الترجيحية في كأس العالم، تم تسديد 279 تسديدة، تم احراز 196 منها كأهداف أي 70% من ضربات الجزاء الترجيحية.
وقد وجدنا أن القادة أو الكابتن للمنتخب سددوا 31 ركلة ترجيحية خلال تلك المرات، تم تسجيل 25 ضربة منها أي تقريبا 81% منها، وبالتالي فإن الكابتن يجب أن يكون من بين المسددين لمنح الثقة لباقي اللاعبين الذين تم اختيارهم لتنفيذ ركلات الترجيح.
من القواعد أيضاً بأن اللاعب الذي يسجل خلال المباراة يجب أن يكون من بين المختارين لتنفيذ الركلات الترجيحية، وهو أمر غالباً ما يأتي بنتيجة إيجابية نتيجة الثقة التي يكون قد اكتسبها صاحب الهدف خلال المباراة.
من القواعد الأساسية عند اختيار اللاعبين المنفذين للركلات الترجيحية للنجاح في تحقيق أحد الأسرار من الـ 5 أسرار للفوز بالركلات الترجيحية، يجب اختيار المهاجمين للتسديد، لأنهم متمرسين على التسجيل ومعتادين على استفزازات الحراس، حيث تصل نسبة الذين أحرزوا الأهداف من ضربات الترجيح من المهاجمين إلى 76% مقابل 68% من لاعبي الوسط.
من القواعد الأساسية أيضاً لاختيار المنفذين لركلات الترجيح، التركيز على اللاعبين أصحاب القدم اليسرى، لأنهم غاباً ما يربكوا حارس المرمى، فعلى سبيل المثال من منا لا يذكر فابيو غروسو لاعب منتخب إيطاليا وصاحب ركلة الترجيح الأخيرة مع فرنسا ي نهائي كأس العالم 2006، كان يساري القدم وقد وثق به ليبي مدرب إيطاليا ليكون لاعب الحسم في الركلات الترجيحية.
ومن أهم القواعد أيضاً متى يجب أن يسدد نجم الفريق؟؟ هل يجب أن يسدد أولا كما حصل في المباراة النهائية في كأس العالم 2022 في قطر بين فرنسا والأرجنتين، أم أن يكون آخر المسددين؟
في الواقع إن ضياع ضربة الترجيح الخاصة بنجم المنتخب قد يسبب انهيار بقية اللعبين وخاصة من غير ذوي الخبرة، كما حصل مع النجم محمد صلاح ومنخب مصر في نهائي أمم افريقيا الأخيرة أمام السنغال.
كما أن ترك النجم لآخر تسديدة قد يضيع على المنتخب فرصة الاستفادة من قدراته في الضربات الترجيحية كما حصل مع البرتغال في يورو 2012 مع اسبانيا ولم يسدد كرستيانو رونالدو الذي كان آخر المسددين إلا أن المباراة كانت قد حُسمت قبل الوصول إلى ضربة الترجيح الخاصة به.
قد يكون وضع النجم في ثاني ركلة هو الحل الأفضل بحيث يتم الاستفادة من قدراته، وعدم انهيار باقي اللاعبين في حال ضياع الركلة الترجيحية الخاصة به، وهو ما كان يقوم به الأسطورة مارادونا مع منخب الأرجنتين، والذي بالتأكيد كان يعلمالـ 5 أسرار للفوز بالركلات الترجيحية
وبذلك نكون قد حددنا الـ 5 أسرار للفوز بالركلات الترجيحية في المباريات الحاسمة، وأثبتنا أن ضربات الجزاء علم وليس فقط حظ كما يرى البعض، فباجيو الإيطالي لم يمت واقفاً وميسي لم يضيع ركلة جزاء عن حظ، ولكن عن دراسة وعلم وأخطاء تم ارتكابها.