كيف صعد الرسول إلى السماء وكيف انتقل من بيت المقدس إلى السماء السابعة، وكيف عاد منها مرة أخرى وفي ذات الليلة إلى بيت المقدس هذه الاستفسارات التي تتناول حادثة الإسراء والمعراج وكيف صعد الرسول إلى السماء سنجيب عنها من خلال مقالنا الآتي من خلال مساحة وعي.
كيف صعد الرسول إلى السماء:
صعود الرسول صلى الله عليه وسلم وانتقاله من بيت المقدس إلى السماوات العليا يسمى بالمعراج، وعودته عليه الصلاة والسلام إلى بيت المقدس في نفس الليلة، وقد تعدد آراء أهل العلم حول كيف صعد الرسول الى السماء، فمن أهل العلم من قال إن الله سبحانه وتعالى عرج به على ظهر دابة تسمى البراق إلى السماء وذلك كما في الإسراء، ومن أهل العلم من قال أن الرسول صلى الله عليه وسلم صعد إلى السماء عن طريق سلم “معراج” نصب للرسول وعرج به نحو السماء.
وتعد مسألة كيف صعد الرسول إلى السماء وتفاصيلها معجزة إلهية حدثت في أكثر مراحل الدعوة الإسلامية حرجاً وكانت رحلة للجسد والروح أمر الله بها خاصاً بهذه الرحلة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
وصفت الروايات المعراج الذي صعد به الرسول محمد عليه الصلاة والسلام الى السماء بالجمال والحسن، ويتكون هذا المعراج من الفضة والذهب، وأنه جاء من الجنة وهو مرصع باللؤلؤ، والملائكة تقف عن يمينه وعن يساره.
وفي روايات أخرى قيل أن المعراج الذي صعد به الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء هو مصعد لا تعرف حقيقته، ولا شكله أو صورته، لكن هذا المعراج عبارة عن وسيلة صعد بها الرسول صلى الله عليه وسلم مع سيدنا جبريل عليه السلام إلى السماء من بيت المقدس “المسجد الأقصى”، وقيل إن البراق هو كأي دابة تتوسط بين الحمار أو البغل بالحجم، ذات لون ابيض.
اقرأ أيضًا: صفات الرسول الجسدية وصفات وجهه عليه الصلاة والسلام
ليلة الإسراء و المعراج:
تعتبر من المعجزات الإلهية التي خص الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بها، فقد جاءت هذه الحادثة تثبيتاً للرسول على الحق ونصرته ومواساته بعد الأذى الذي تعرض له الرسول صلى الله عليه وسلم من كفار قريش وأهل الطائف، بالإضافة إلى تصبيره على وفاة زوجته خديجة وعمه أبو طالب الداعمين والمساندين له في دعوته للإسلام، فكانت حادثة الإسراء والمعراج تكريماً إلهياً لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم بعدما اشتدت واجتمعت المصائب عليه.
اقرأ أيضًا: علامات يوم القيامة الصغرى بالترتيب
إذا كيف صعد الرسول إلى السماء؟ لقد أسرى الله سبحانه وتعالى بجسد الرسول من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهو يركب على دابة تدعى البراق مع سيدنا جبريل عليه السلام، وعندما وصل المسجد الأقصى ربط البراق عند باب المسجد، والتقى بالأنبياء وصلى بهم عليهم السلام وكان إماماً لهم.
ثم عرج بالرسول صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى إلى السماء، وفي كل سماء التقى سيدنا محمد بنبي من الأنبياء عليهم السلام، قال الله سبحانه وتعالى: (سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ)، وبذلك بينا كيف صعد الرسول إلى السماء.
حِكم وفوائد تعود على الأمة بسبب الإسراء والمعراج:
نتج عن حادثة الإسراء والمعراج العديد من النتائج التي عادت على الإسلام والمسلمين بالخير والمنفعة، ونبين هذه الفوائد فيما يأتي:
- من فوائد حادثة الإسراء والمعراج اطلع الرسول صلى الله عليه وسلم على بعض الأمور الغيبية والتي كشفها الله سبحانه وتعالى للرسول، فقد سمعها ورآها وبينها للمسلمين مما زادهم إيماناً وتبصراً بأمور الدين.
- زاد المسلمون يقيناً بنصر الله سبحانه وتعالى، وتفريجه المصائب والنوائب، خاصة وأن هذه الحادثة جاءت بعد عسر وضيق تعرض له الرسول صلى الله عليه وسلم، فتيقن المسلمون أن ما بعد العسر إلا اليسر.
- من فوائد حادثة الإسراء والمعراج اتّباع الداعية المسلم لتعاليم الأنبياء في دعواتهم الدينية، والتي قامت جميعها على الرّفق والرأفة واللين.
- كان من فوائد حادثة الإسراء والمعراج تحفيز المسلم على الابتكار والاختراع العلمي في كافة الاصعدة التي ترجع على الناس بالخير والمنفعة سواء كانت الأصعدة الصناعيّة أو المعرفية.
- بينت حادثة الإسراء والمعراج أهمية الصلاة في حياة الفرد المسلم، فالصلاة هي إحدى الأسس المهمة التي يجب على المسلم أن تسير حياته وِفْقها، ويضبط أمور حياته عليها، فينشأ الفرد المسلم من بداية حياته إلى نهايتها متمسكاً بالإيمان بالله سبحانه وتعالى، متقيداً بمكارم الأخلاق والعادات الإسلامية.
- إن حادثة الإسراء والمعراج معجزة باقية إلى يوم الدين، أكرم الله سبحانه وتعالى بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأكرمه بنهر في الجنة يدعى نهر الكوثر، بالإضافة إلى أن نصف أهل الجنة هم من أمة النبي محمد عليه الصلاة والسلام وأول من يدخل الجنة.
في ختام هذا المقال نكون قد أجبناكم كيف صعد الرسول إلى السماء بصحبة سيدنا جبريل عبر السماوات السبع ملتقياً بالأنبياء في تلك السماوات وصولاً إلى سدرة المنتهى، مكلماً ربه له، تكريماً من الله سبحانه وتعالى للنبي عليه الصلاة والسلام بعد شدة وضيق عانى منهما الرسول الكريم سواء حصار قريش له أو وفاة أغلى الأشخاص على قلبه وداعميه عمه وزوجته.